"حوارات الابتكار" تختتم فعالياتها باستشراف أدوار البيانات الضخمة ومشاريع الاستدامة في مستقبل دبي والعالم

08 فبراير 2023

شاركت فيها جهات حكومية وشركات عالمية

 

عبدالله البسطي:

  • مساهمات الشركات العالمية الرائدة في حوارات الابتكار تجسيد لواقع دبي عاصمة عالمية للمواهب والمبتكرين من حول العالم
  • حوارات الابتكار فعالية داعمة لتحويل الابتكار إلى قيمة متكاملة تعزز تنافسية الدولة

 

  • يونس آل ناصر قدم تجربة مؤسسة بيانات دبي في دعم عملية رسم القرار وصنع السياسات على مستوى إمارة دبي

 

  • محمد عبد الكريم الشامسي استعرض أبرز الإنجازات في مجال الاستدامة لدى ديوا، وبينها نشر 350 محطة شحن كهربائي للسيارات العاملة بالطاقة الكهربائية في دبي

 

 

اختتمت "حوارات الابتكار" التي ينظمها المجلس التنفيذي ضمن مشاركته في شهر "الإمارات تبتكر 2023"، فعالياتها التي استمرت على مدار ثلاثة أيام بمشاركة المدراء العموم وممثلي الجهات الحكومية والخبراء من القطاع الخاص في مجال الابتكار.

وركزت فعاليات اليوم الثالث على دور البيانات الكبرى وأنظمتها التحليلية في دعم صنّاع القرار وتجربة دبي الرائدة في هذا المجال على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في بناء شراكات تتيح توفير بيانات تدعم أهداف الاستدامة وتقدم قيمة مضافة اقتصادياً واجتماعياً، وتوفر لصنّاع السياسات خريطة واضحة من الفرص الابتكارية التي تتيح استشراف المستقبل.

 

البسطي: الابتكار يرسّخ ريادة دبي عالمياً

وتوجّه معالي عبد الله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، بالشكر لمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي لدوره الرائد في الترويج المستمر لأهمية الابتكار في الدولة، وقال معاليه: "لدى دبي تجربة رائدة هي اليوم المثال الأفضل والأكثر إشراقا عالميا لمأسسة عملية الابتكار التي وضع أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من خلال مشاريع عملاقة مبتكرة سابقة لعصرها، وحمل الراية من بعده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الذي أعاد ابتكار دبي لتحويلها إلى عاصمة عالمية للمستقبل، وبمتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لترسيخ التميز والريادة في مختلف المجالات."

وأضاف معاليه: "شهدنا على مدار الأيام الثلاثة الماضية نموذجاً حقيقياً للشراكة التنموية بين القطاعين الحكومي والخاص في إمارة دبي، ودورها الحيوي في تحويل الابتكار إلى ثقافة شاملة وقيمة متكاملة تعزز تنافسية الدولة، ومن المهم جداً ترسيخ هذه الثقافة بين أبناء الجيل الجديد في المجتمع، لتمكينهم من مواكبة المستقبل تجسيداً للدور المركزي لدبي في استلهام المستقبل واستشراف آفاقه."

 

البيانات أساس في صنع القرارات ورسم السياسات

واستهلت فعاليات اليوم الثالث والختامي بجلسة رئيسية بعنوان "دور البيانات في الابتكار وصنع المستقبل"، تحدث فيها سعادة يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الرقمية، المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي.

وقدم آل ناصر تجربة مؤسسة بيانات دبي في دعم عملية رسم القرار وصنع السياسات على مستوى إمارة دبي، قائلاً إن المنظومة المتكاملة للبيانات في دبي تنطلق من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في "تسخير التقنية من أجل خدمة الإنسان ورفعة الأوطان"، مضيفا أن رؤية سموه وضعت أسس رسالة المؤسسة في إيجاد بيانات لحظية جديرة بالثقة لصناعة مستقبل دبي.

وأضاف آل ناصر، أن عملية اعتماد البيانات في صنع القرار يجب أن تكون ثقافة شاملة على مستوى الأفراد كما على مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة، إذ يتخذ كل فرد يومياً ما لا يقل عن 35 ألف قرار، ويمكن بالتالي للإنسان تعزيز كفاءة عمله وإنتاجيته من خلال الاستفادة من البيانات الصحيحة لتكوين أسس سليمة لقرارته.

وعن دور المؤسسة في دعم صنع القرار الحكومي، قال آل ناصر: "تعمل المؤسسة وفق أربع ركائز أساسية، أولها، الثقة والشراكة، ويظهر ذلك خلال تعاوننا مع القطاع الخاص ونهج دبي في تبادل المعلومات لتحقيق منافع مشتركة، وثانيها حلول البيانات، من خلال التعامل معها بطرق مبتكرة أو تحويلها إلى بيانات صناعية يمكن تقديمها للجمهور العام دون الإضرار بالخصوصيات الفردية، وثالثها تنظيم قاعدة البيانات الكبرى، وقد أطلقنا بالفعل عام 2017 بوابة موحدة للبيانات فيها أكثر من 900 قاعدة بيانات يمكن لجميع الشركات والجهات الاستفادة منها، ورابعها – وهي الركيزة الأهم – خلق القيمة، عبر الاستفادة من البيانات لصنع السياسات في مجالات، الصحة، والتعليم، والإدارة الحكومية، والعقارات، والنقل وغيرها."

وقدّم آل ناصر نماذج لعدد من التجارب النوعية الناجحة لاعتماد البيانات والتعامل معها في دبي، مشيراً في هذا السياق إلى أن تجربة دبي في مواجهة وباء كوفيد-19 باستخدام التكنولوجيا وقواعد البيانات والذكاء الاصطناعي مثّل قصة نجاح وطنية وعالمية بفضل التمكين والدعم المقدم من قبل حكومة دبي لإنشاء مركز متخصص للتحكم والسيطرة وضمان تكامل الجهود وتوفير البيانات اللحظية لصانع القرار حول الوضع الصحي والمخزونات الطبية والسيناريوهات المتوقعة التي وصلت دقتها إلى 90%.

وأضاف: "ما تحقق في مواجهة كوفيد-19 كان بفضل رؤية القيادة الرشيدة في إمارة دبي، والتي سمحت بتوفير بيانات دقيقة وفعّالة تدعم صنع القرارات السليمة، وقد حرصنا على عرض كافة هذه الإنجازات في أوراق بحثية يمكن لسائر الحكومات ومراكز الأبحاث الاستفادة منها والتعرّف على مستوى الابتكار الذي أنجزناه بعقول وخبرات شباب الإمارات في مواجهة الجائحة."

ولفت آل ناصر إلى نماذج مبتكرة أخرى من أعمال مؤسسة بيانات دبي، مثل توفير لوحة "مؤشرات القيادة" التي تجمع أهم البيانات في مختلف القطاعات، وكذلك نموذج الإحصاء الجغرافي التفاعلي الذي يتيح فهم التوزيع الديمغرافي وفئات الجاليات والفئات العمرية وسواها على خرائط حية تسمح بتحليل بيانات الصور المتقدمة.

وختم آل ناصر بتأكيد وجوب دعم الابتكار في مجال البيانات الكبرى من خلال الثقافة المؤسسية التي تركز على خلق القيمة المضافة والاهتمام بحاجات الشركاء ووضع الرؤى الواضحة لأهداف حلول البيانات، وشدد على أهمية التعليم والمعرفة من أجل استدامة الابتكار من خلال تصميم المناهج الدراسية والاهتمام بتعليم الأجيال المقبلة لبناء جيل قادر على تحويل البيانات إلى عامل أساسي في حياته العملية والشخصية.

 

 

الابتكار في الاستدامة

وأقيمت ندوة معرفية بعنوان "الابتكار في الاستدامة" تحدث فيها المهندس محمد عبدالكريم الشامسي، كبير مسؤولي الاستدامة والتغير المناخي في هيئة كهرباء ومياه دبي، وقال الشامسي إن دولة الإمارات كانت من أوائل دول العالم التي أولت حماية البيئة والتصدي لتبعات التغير المناخي أولوية قصوى، مشيراً في هذا الإطار إلى جهود هيئة كهرباء ومياه دبي التي تصدرت المهتمين بملف البيئة والاستدامة على مستوى المنطقة، محققة إنجازات كبرى في ظل دورها الكبير في توفير البنية التحتية الأساسية في دبي عبر قدرة إنتاجها الكهربائية التي تصل إلى 13 ألف ميغاواط وكذلك إنتاجها من المياه البالغ أكثر من 490 مليون غالون يومياً.

وعدد الشامسي مجموعة من أبرز الإنجازات في مجال الاستدامة لدى الهيئة، وبينها نشر 350 محطة شحن كهربائي للسيارات العاملة بالطاقة الكهربائية في دبي، وخفض فاقد شبكة المياه إلى ما دون 4.5% وفاقد شبكة الكهرباء إلى 2.2%، وهي نسب تتجاوز بكثير المعدلات العالمية، كما تمكنت الهيئة من رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيجها من الطاقة إلى 11.4%، وسجلت إنجازاً بارزاً بتحولها إلى أول مؤسسة في العالم تستخدم أقماراً صناعية بتقنية النانو لتحسين عملياتها وكذلك إطلاقها أول مشروع تجريبي للهيدروجين في الشرق الأوسط والعالم، وكان من آثار تلك الجهود خفض 73 مليون طن من انبعاثات الكربون بين عامي 2006 و2021.

وذكر الشامسي قصص نجاح عملت عليها الهيئة وحققت أثراً عالمياً، في مقدمتها مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية وهو أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وسيكون من شأنه عند انتهاء العمل به تقليل 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويا. كما أشار إلى الهيئة حققت على مدار 5 سنوات أقل سعر عالمي بتكلفة الشراء للكيلوات من الطاقة المستدامة وساهمت بشكل كبير في نجاح دبي بخفض انبعاثات صافي الكربون بنسية 21% عام 2021.

ولفت الشامسي إلى أن برنامج الاستدامة لدى هيئة كهرباء ومياه دبي يقوم على ركائز، بينها المواءمة، وذلك من خلال تماشي استراتيجيات الهيئة مع استراتيجيات الدولة والعالم باعتبارها من الموقعين على الميثاق العالمي للأمم المتحدة الخاص بالاستدامة إلى جانب تبنيها استراتيجيات الاقتصاد الدائري على مستوى دولة الإمارات واستراتيجية الطاقة النظيفة لإمارة دبي، وسواها من البرامج.

وشدد الشامسي على أهمية التوعية والتثقيف عن طريق الفعاليات ومنصات التواصل لنشر الوعي بالتغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة، منوها في هذا الإطار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتبر نفسها معنية بـ16 هدفا من أصل 17 هدف حددتها الأمم المتحدة في أجندتها العالمية للتنمية المستدامة لعام 2030.

 

 

قوة البيانات لصنع القرارات الفّعالة

وتحت عنوان "قوة البيانات لصنع القرارات الفّعالة" انعقدت ندوة معرفية شارك فيها نور توبكو – رئيس الخدمات الحكومية في الشرق الاوسط، ومانوج ناير – رئيس البيانات الحكومية والتحليل في الشرق الأوسط من شركة فيزا.

وتطرقت الندوة إلى تجربة مراكز البيانات في دعم الحكومات والمؤسسات المالية والشركات حول العالم لاتخاذ قرارات أفضل مدعومة بمعطيات دقيقة، مضيفة أن مراكز بيانات الشركة موزعة في عدد من المراكز المالية العالمية، وبينها دبي، حيث يقدم الدعم لعملية صنع القرار الحكومي على مختلف المستويات من خلال تتبع المؤشرات الاقتصادية الرئيسية للمستهلكين.

ولفت ممثلو شركة فيزا إلى ما قدمته الشركة من دعم صناع القرار في حكومات المنطقة من خلال توفير لوحة تحكم تساعد على التنبؤ بإنفاق السوق وسلوك المستهلكين، كما استعرضوا خلاصة دراسة حالة تتعلق بسلوك السياح والبيانات التي يمكن توفيرها لمساعدة صناع القرار على فهم سلوكهم وتحسين تجربتهم.

 

 

الابتكار المجتمعي نحو الاستدامة

وفي جلسة نقاشية عنوانها "الابتكار المجتمعي نحو الاستدامة"، تحدثت تتيانا أنتونيلي –مؤسس ومدير جومبوك، عن تجربة المؤسسة في إطلاق مبادرة "دبي تستطيع" للاستدامة في فبراير 2022، بهدف الحد من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي مضيفة أن الحملة مثّلت "نموذجاً رائعاً لدور الابتكار في صنع ثقافة معيشية واعية". وحثت أنتونيلي على إشراك المجتمع بكافة فئاته إلى جانب الحكومات في حل تحديات الرعاية الصحية الجيدة والأمن الغذائي وضمان ازدهار البشرية للعقود المقبلة.

من جانبه، شدد ميشيل مقبل مدير العمليات لدى شركة نضيرة، على ضرورة الاستفادة من الحلول التكنولوجية والتقنيات المتقدمة لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتغير المناخ.

ولفت مقبل في الوقت نفسه إلى ضرورة تذكر مسؤوليات المجتمعات البشرية عن التغيرات التي تشهدها البيئة حول العالم يومياً وعدم الاتكال المفرط على التطور التكنولوجي لإيجاد حلول في حين يستمر السلوك البشري نفسه دون أي تبدل.